أشار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسيّة النائب السابق أمل أبو زيد، في مقابلة تلفزيونية، إلى أنه "لا يمكن اعتبار كتلتي لبنان القوي والجمهورية القوية غير موجودتين ويتم تشكيل حكومة، وهذا الأمر لا نرضاه ولا الآخرين يرضونه وحتى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يقبل لأنه من رحم التيار الذي أسسه، قوتين نيابيتين كبار وفاعلتين".
ولفت ابو زيد إلى أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد يكون اعتبر أن الإتفاق السني الشيعي الدرزي يأتي له برئاسة الحكومة، إلا أن عزل أحد الجهات الفاعلة في لبنان لا يصنع ذلك"، معتبرا أن "من يراهن على الإشكال بين حزب الله والتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية فهو مخطئ، وهناك تمايز بمواقف سياسية محددة، وهناك حركة وهامش تحرك للتيار وهي حق له، لا نريد الغلبة ولا نريد أن يغلبنا أحد، فمجرد التفكير بأن العلاقة اهتزت هو تفكير ساقط، وهناك واقعية سياسية علينا الإنطلاق منها هي العلاقة المتينة بين التيار والحزب".
وردا على سؤال حول إمكانية التكليف الخميس القادم، اعتبر ابو زيد أنه "إن كان هناك إصرار على التكليف، دون ملامح تأليف سهلة لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سيكون هناك تأليف دون تكليف، وهناك استحالة أن يكون هناك تأليف"، مشيرا الى أن "أولويات الحكومة القادمة هي الخطة الإقتصادية وإعادة إعمار بيروت، فهناك 300 ألف شخص تهجروا من منازلهم، ويجب الإتفاق على برنامج عمل محدد على جميع الصعد، علينا تكوين قناعة وثقة لدى اللبنانيين أن الحكومة الجديدة توحي بالثقة لإعطائها للمجتمع الدولي الذي سيساعد لبنان، وهذه الأولوية الآن".
وأكد أن "هناك ما يمس بحياة الناس مباشرة تمويليا وطبيا واستهلاكيا، يجب على الحكومة القادمة وضع إطار حل لها ضمن إتفاق، فالنظام والواقع الذي نعيش فيه يقتضي تكوين النظام من جديد، وهو نظام مأزوم وعلينا تحسينه"، لافتا إلى أننا "نعيش واقعيا في جهنم على الرغم من ان الشعب يتحمل كل المآسي، لكن علينا أن نعطي المواطنين الأمل".
وشدد ابو زيد على أنه "تبين وجود روافد أميركية إيرانية سعودية، ولا يمكن فرض أي شيئ على لبنان دون توافق إقليمي، وهناك إقليميا إيران وتركيا، وهناك أم نشأ من جديد عبر تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل مما زاد التعقيدات ووضع العقد أمام المبادرة الفرنسية في لبنان".
وعلق على الكلام عن أن الانتخابات الأميركية سترسم الصورة في لبنان، مؤكدا أن "الوضع اللبناني ليس على لائحة الأولويات الأميركية، حتى لو فاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو خصمه جو بايدن، وعلينا أن ننتبه لأمر هام، حيث تم تبادل أسرى في اليمن، وهو أمر مهم جدا، وهناك كلام عن انسحاب أميركي من بعض القواعد العسكرية بالشرق الأوسط، وامكانية رفع بعض العقوبات أو إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية السورية الأميركية إن تم الإفراج عن أسرى أميركيين في سوريا، وربما المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يتدخل بهذا الإطار، وهو ساهم بإطلاق سراح أحد المعتقلين الأميركيين من السجون السورية، هذا بالإضافة الى اجتماعات ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية برعاية الولايات المتحدة، نستنتج مما سبق أن هناك شيئ يتحرك إقليميا، وسينعكس حتما على لبنان، لكنه يحتاج إلى بعض الوقت".